قالت أدخل
ويصرخ وجعٌ في قلبي
لا تدخل مدنَ الأحزان
وتهمسُ في أذني أدخل
مــن الأنفاس أدخـــــل
مــــن العــبرات أدخل
أو عبرَ تصاويِر الجدران
عطرُكَ يبقي في ذاكرتي
أشهي من رائحةِ الَنْيسَان
لا يــــأبه رجـــلٌ شرقيٌ
أن يدخلَ مدنَ الأحزان
قالـــت والشــــوقُ يناديـــني
وتعودُ مُخيلتي عبرَ الأزمان
كنت شــاعرَ حبٍ أسطوريٍ
تمحو قصائدُه حُزن الإنسان
أرســـمُ حــرفي هنا وهناك
وأنقشُ وجهَ الحبِ علي الجدران
وصيتٌ صارإلي أمـــراءِ الإنــِس
يُدغْدِغني ويزرعني بين القضبان
طـــيورُ الكــــــونِ تُـــــداعبــــني
ويسألُ عــن حــرفي ملوك الجان
أزرعُ أرضَ الحـــــبِ بساتيـــناً
وأزينها بالياقــوتِ وبالـمرجـــان
وأكـــسو جـــدار القــمرِ حريراً
وأحفرُ علي خصرِ نسائي الشطأن
أهٍ كــم كلفني الحـــب سنينَ العــمرِ
وضــاعت فـــي دربـــي الأوطان
والــــيوم تــلاشــي حـــبرُ دواتـي
وجــفَ العــــطرُ مـــــن البستان
مقطوع الرأسِ تزاحمني أفكاري
بين القلبِ وبين تجاعيد الشُريان
أعجزُ عن عشق أيةِ موجةِ بحرٍ
وأجُفُ كرمــــادٍ في قعرِ الفنجان
تنهشُ ظِباءُ الحبِ حشاشةَ قلبي
وتــرميه حبيبات بين الديـــدان
مأساتُــك أن ريــاحــكِ غاليتي
تأتيـــني في زمــــن الأحــزان
لا أملك إلا الحـــرف يـــداعبني
ويأخذني لحــدودٍ خلف النسيان
أحــمل قلباً ميتاً بـــــين يـديــــا
وبعـــضاً مـــن صــــورةِ فنان
ماعـــاد الشاعـــرُ يكتبُ شِـعراً
ويلصقه بالماس عـــلي الأجفان
ما عــــادَ ولا يقوي كعهدِ صباهُ
أن يــــرسم خارطـــة الخلجان
ويرش الماءَ علي نور الصحوِ
وعلي الصحراءِ وفي كل مكان
مأساتُـك أنك دخلتي بلادَ الحبِ
يا غاليتي بعدَ مرور الطوفان
مأساتُـك إن كنتِ تجيدين الحب
أن الشاعـــرَ شَفِيَ من الإدمان