قررت الرحيل
ويصرخ العشاق لا
ذاك قرار خطير
لأننا نظنك الأول في فن الهوي
وربما تكون الأخير
من سواك يغير شكل القصيدة
ويرسم لنا الحب الكبير
من يرسم أوتار الكمان
علي خصر النساء
ويعزف اللحن المثير
ومن سواك يعلمنا أبجدية الحب
وينقش القصائد علي وجه الغدير
ونعود نبحث عن وطن
ونشتاقك كشوق النهود إلي الحرير
تتمزق كلمات الحب فينا
وتضيع أحاسيسنا خلف السطور
وتصير القصيدة وجبة عفنة
وغذاء ثمل تأكله الصقور
وتحلق الغربان في أفق السماء
فيموت بيأسه الطير الصغير
قصائدك يا شاعرنا تعلو بنا
فتسبح كالقديس في طيف البخور
.
أكتب ولو بيت شعر واحد
.
ولا تغرس قلمك في بطن القبور
ورددت في صمت أحزان
للشعر ميثاق معي
حين كنت أنا الأمير
وقت كنت أرسم عين حبيبتي
كما أشاء وأكحلها بأصناف العطور
كنت صغيرا .. عاشقا .. متبسما
كنت مركبا يعلو أمواج البحور
وشلال ماء عذب يجري
وسط صناديد الصخور
كنت السفير
كنت حامل عشق أسطوري
جاء من الجاهلية علي ظهر البعير
وللحب دوما كان عندي جرأة
كان في لغة الحب عندي ضمير
واليوم أبحث عن حبيبتي
في أعماق ذاكرتي
في الدواة فوق مائدتي
في القلم المبعثر بين طاولتي
حتي في نيران الحطب
يئن عند موقدتي
ولا أجد الضمير
يا عشاق شعري ما زلت أبحث
بين الدروب عن فوح العبير
أبحث في الأرض عن حرف
يحررني من حبي الكبير
أبحث عن ماء يطفئ داخلي
ذاك السعير
يا عشاق شعري مازلت
رغم كل أحزاني
لم أسطر البيت الأخير