مـــررت عــــلي الــــــقدس فظلــــني بـــــين الأعـــادي
صــــــــوت الـــــرصـــاص وبعــــــض حــــطام دورها
فســــــــــألت نفــسي عــــــــن غــــمامة صــيف كـانت
تطــــــــــوف بـنا حـين كـنت فـــــي الـــــزمان أزورها
وتمنــــــــيت لـــو أن الـذي وهـــــب الحــــياة لـدونـها
دب الحــــــــــــــياة عـــــــلي شـــــــواطئ ســــــورهـا
ويــــــا ليـته مـــــــن دم الشــــــهداء أغــــدق مــاءهـا
وأجــــــــراه يـــــــنابــيعا بـــــــــين حــــنايا خـضرهـا
فــــــي الـــــــقدس تـــوراة وإنجــيل وأوراق زبــــــور
وبــــــــركات أركــــان يحـضن يمــــــناها يـــــسـارها
فـــــي الــــــقدس بعـــض خنازيـر يغـــلقون شـوارعا
وينـــــشرون الفــــــساد بــين ســــــهولها وجـــبالها
فــــــي الــــــقدس ســـياح لا يــرون الـــــقدس إطلاقا
وتــــراهم لا يــــــذكـرون مــــنها إلا طـــيف خـــيالها
فـــــي الـقدس ومـــن فـي الـقدس ســوانا ومــن نحن
إذا لــــم نـــركع بالقـــــبلات عـــند شــمسها وهلالها
وفي الــــــــقدس أبنية وأحـجار مرصـعة بـدم الشهيد
والكــــــــل يتمـــــــــني الفــــــناء بــــين ضـلوعــها
الـــــــــقدس فيـنا وتــرابـها لــنا كمثل جمـيع الأنبياء
متلفــــــفين ومطـوقــــــين وميتـــين بــــــين حبالها
فالـــــقدس ياقــــــوتة حـــــمراء تــري قدر الله فــيها
ينـثرالـبركات علــي رؤوس الأطـفال عــــند جــبالها
والقــدس صــــبية ألقي الصباح علي وجهها السحر
والكل مفــــتون بتلالها ويرجوالشهادة بين ظــلالها
إنــــــي لأعـــــرف ريحـــــها مــــن غـــــير بصـيرة
وأشـــــــــم روح صـــــلاح الـــدين بـــــين ربوعها
وحــــــدثت نفـــــــــسي لـــــما غــــــدوت بـساحها
مــــال أيــــــام الحــــبيبة ؟ قـــــديمــها وحــــديثها؟
أتـــــلك التي نــــام الــــزمان علي صــدي أوتارها ؟
وتـــلك المنازل في الــــربـــوع كيف حـال مقيــمها؟
نشتاق أزهارك يا قدس في السراء والضراء نحبها
وحـــدثني التاريخ حين كنت أهـذي من شدة بأسها
يا أيها الـــعربي الـــذي أغـــرقت دمــوعك أرضها
قــــل للــــذين تسامــــروا وكأس الخــمر في يدهم
وتـــركـــوهـــا تــــــئن فــــي الـــضلالــــة وحدها
مــــتي تبــــصر الشـــعوب بأنـــها أرض الأنــبياء
فـــــسوف تــــــعود الـــــقدس لـــــسابق عـــهدها
ومــــــتي يبــــصر المســــلمون الــــعز بغير مـذلة
تــــطال رؤوســــهم وجــــه السماء بين نـجـومها